أكد لـ«عكاظ» استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد، أن الانعكاسات الإيجابية لفريضة الحج لا تتوقف على الجوانب الإيمانية والروحية فقط، بل هناك جوانب نفسية واجتماعية عديدة يلمسها الحاج في مشاعره ودواخله عند أداء الشعيرة.
وقال إن فريضة الحج تجعل الإنسان في قمة السعادة لأنه يعود للحياة كما ولدته أمه، فكأنما يعيش حياة جديدة، بعد أن أدى الفريضة وشعر بقربه إلى الخالق عز وجل، ورتاح كثيرا من هموم الدنيا.
وتابع: رحلة الحج على ما فيها من جهد وشدّة، تعتبر حلم كل مؤمن لما يجده من الراحة النفسية الكبيرة بعد الحج، ويعود سر هذه الراحة النفسية إلى العديد من العوامل، ومن أبرزها أنه يكتسب طاقة روحية ونفسية، إذ يتخلص من الشحنات السلبية والكثير من الهموم التي شغلته، ففي هذه الشعيرة يلمس الأمن والطمأنينة والسعادة، ويكون أكثر قرباً من الخالق في مناجاته ودعائه، كما يشعر بلذة الروحانيات التي تعزز من الجوانب النفسية في دواخله.
وأضاف الحامد أن رحلة الحج تعزز في الإنسان فضيلة الصبر، وضبط النفس والسلوكيات وتصرفه عن الانفعالات المرفوضة، كما أن لقاء ضيوف الرحمن في مكان واحد ويرتدون البياض يجسد الوحدة الإسلامية، حيث تتجلى وحدة الشعائر ووحدة الهدف، فالحجاج على اختلاف أجناسهم وألسنتهم، يؤمنون برب واحد، ويطوفون ببيت واحد، ويؤدون أعمالاً موحدة، وكل هذه الأمور تعزز الجوانب الاجتماعية والنفسية.
وخلص الحامد إلى القول: الحج مدرسة تربوية إسلامية عامرة بشتى القيم النبيلة والدروس النافعة للفرد والمجتمع، قال تعالى: «وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى ضامر يأتين من كل فج عميق، ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام...»، فالحج يعتبر أحد ينابيع السعادة الروحية وطريق تصفية النفس وترقية أحوالها والسمو بها إلى مدارج الكمال.