غضبة الفنان السعودي عايض يوسف المبالغ فيها إزاء تسريب أغنيته الأخيرة، التي تم تداولها في مواقع التواصل بشكل أوسع بعد تصريحاته، لا يمكن تبرئتها من الدهاء الفني برأيي، لاسيما أنها قد أصابت هدفاً ينشده أي نجم أو شركة في زمن بات فيه التسريب استراتيجية تسويقية تستهدف استمالة الفضول الجماهيري إلى ما هو منتظر، كان من الممكن اعتبار هذا التسريب حدثاً ضاراً فيما لو بقي سوق الكاسيت رائجاً كما في التسعينات وأوائل الألفية، لكنه في زمن الرقمنة يبدو حدثاً طبيعياً، بل ربما يكون مفيداً من حيث الانتشار والتسويق للعمل وبقية أغنيات الألبوم..
«ماذا أغضب عايض؟ أو هل غضب بالفعل؟ بل وهل غضبه على هذا النحو منطقي؟!».
تساؤلات مثيرة تقتضي إجاباتها وضع الكثير من الأمور في نصاب المنطق، فإن كان التسريب أغضبه فعلاً لتبدد جهد الأعوام الثلاثة كما زعم، فإنه ينافي ذلك حين يؤكد ردود الفعل المشيدة بنجاحها، وهو الهدف الأعلى الذي ينشده أي مطرب، بقوله «ما أتعبني أكثر هو كثرة الرسائل التي تصلني حول الإشادة بالأغنية»، فهل شطب التسريب نجاحها حتى يحزن ويتعبه الثناء؟!
كما أن الأكثر غرابة والمثير للتساؤل «أمنيته على من يملك الأغنية ألا يتداولها، وأن يحتفظ بها حتى صدور الأغنية بشكل رسمي!»، فهذا إما أنه ينافي أن العمل مسرباً وناجحاً، أو أنه طلب فضفاض واستعراضي غير منطقي لمنع عمل تم تسريبه وأصبح متداولاً، وإن فعل فأي تأثير سيضيفه ذلك على ألبومه القادم؟!
لكن الواقع أن تبرير عايض عدم تعليقه فور تسريب أغنيته بقوله: «لم أتكلم لأن الكلام متعب أكثر من التفكير، ولذلك ابتعدت عن مواقع التواصل»، ثم إعلان موعد نزول ألبومه بعد شهر، يجعله في مرمى الشك والدهشة من ردة فعله المبالغ فيها التي كانت حملة دعائية لألبومه بقصد أو عن غير ذلك.