-A +A
«عكاظ» (لندن) OKAZ_online@
يعكف فريق من الباحثين في الولايات المتحدة على محاولة تقديم إجابات تتعلق بتطور جزء من مخ الإنسان يعرف باسم «القشرة الجديدة» وعلاقة هذا الجزء ببعض الإعاقات والأمراض الذهنية التي تصيب البشر مثل مرض التوحد. نتائج هذه الدراسة تزيح النقاب عن عامل مهم لتحديد مخاطر الإصابة بالتوحد وغيره من الأمراض الذهنية.

ويؤكد الفريق البحثي من كلية الطب بجامعة «إيه أند إم» بولاية تكساس الأمريكية أن الدراسة الجديدة تثري حجم معرفتنا بدور القشرة الجديدة لمخ الإنسان «نيو كورتيكس» في تفسير التفوق العقلي والذهني لدى البشر مقارنة بغيرهم من الثدييات، وعلاقة هذا الجزء بإصابة البعض بإعاقات ذهنية مثل «اضطرابات طيف التوحد».


وأدرك العلماء منذ سنوات طويلة أن هناك علاقة قوية بين درجة ذكاء الثدييات وتلك الطبقة الجديدة من الخلايا في الجزء العلوي من المخ التي تعرف باسم القشرة الجديدة، ويعتبر هذا الجزء من المخ هو المسؤول عن الوظائف العليا للبشر مثل الفهم والإدراك واللغة، وتعكس المساحة المسطحة للقشرة الجديدة مدى تطور القدرات العقلية لفصائل الثدييات المختلفة. ويعتقد العلماء أن اضطرابات طيف التوحد من بين الأمراض الذهنية التي تتعلق بنمو هذا الجزء من المخ البشري. ومن بين العوامل الأساسية التي تحدد أسس نمو القشرة الجديدة طريقة توزيع وعدد الخلايا الجذعية العصبية التي تقوم بدور الوحدة البنائية للمخ. وذكر الباحث شيجيانج زي الأستاذ المساعد في كلية الطب وأحد المشاركين في إعداد الدراسة فيتاس إيه بانكايتيس: «من أبرز الأسباب الجينية للإعاقات الذهنية وجود طفرة في جين يطلق عليه أساساً اسم /إل.إي.إس /1»، مضيفاً أن «هذه الطفرة الجينية تؤدي إلى تكوين مخ أملس السطح، وهي ظاهرة ترتبط بالإعاقات الذهنية».

وفي إطار الدراسة التي أجريت بتمويل من المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة ومؤسسة روبرت إيه ويلش وأوردتها الدورية العلمية «سيل ريبتورتس»، يحاول الباحثان فيتاس إيه بانكايتيس وشيجيانج زي الإجابة على هذه التساؤلات.

ويؤكد الباحثان أن نتائج هذه الدراسة تزيح النقاب عن عامل مهم لتحديد مخاطر الإصابة بالتوحد وغيره من الأمراض الذهنية. كما أن فهم القواعد المنظمة لنمو القشرة الجديدة للمخ يمكن أن يحسن فرص ابتكار أدوية ووسائل علاج أفضل لبعض الأمراض العصبية والعقلية.