بلغ متوسط سعر فاتورة الكهرباء المنزلية في بريطانيا، أعلى بنسبة 30% على الأقل مما هو عليه في العديد من الدول الأوروبية الأخرى حسبما ذكرته صحيفة «فايننشال تايمز».
وقالت الصحيفة إن «أوروبا تشهد أزمة طاقة على مستوى القارة بسبب انخفاض تدفقات النفط والغاز من روسيا، لكن التأثير المباشر على المنازل يختلف اختلافا كبيرا اعتمادا على مزيج الطاقة في البلاد»، مبينة أن «مستويات الدعم الحكومي وآليات التسعير والضرائب عوامل، تعد مهمة أيضا، حيث تضع دول مثل فرنسا حدا أقصى للكمية المسموح بها لأسعار الكهرباء».
وذكرت أن «الاتحاد الأوروبي اقترح وضع حد أقصى لأسعار الغاز الروسي وفرض ضريبة على شركات الطاقة لحماية المنازل والشركات، وأعلنت العديد من الدول الأوروبية عن تدابير فردية مثل التخفيضات الضريبية. لكن لا يزال من المتوقع أن ترتفع تكلفة الكهرباء في جميع أنحاء أوروبا هذا الشتاء حيث تستمر أسعار الغاز المرتفعة في الوصول إلى سوق الطاقة، بينما تنخفض الإمدادات من مصادر أخرى بسبب مشكلات مثل مشكلات الصيانة واسعة النطاق في محطات الطاقة النووية الفرنسية والطقس الجاف، والظروف التي تؤثر على الطاقة الكهرومائية».
وأفادت بأن «المملكة المتحدة تولد حوالى 40% من الكهرباء من حرق الغاز الطبيعي بعد التحرك بشكل أسرع من العديد من أقرانها لتقليل اعتمادها على الفحم. في حين أن ذلك ساعد في خفض انبعاثات البلاد، إلا أنه ترك المملكة المتحدة أكثر عرضة لارتفاع أسعار الغاز بعد أن خفضت روسيا الإمدادات ردا على العقوبات الغربية»، موضحة أن «سعر الكهرباء المنزلية في المملكة المتحدة أعلى بنحو 30% من أغلى دولة تأتي من بعدها، وهي إيطاليا».
وأضافت: «يعود ذلك جزئيا إلى الرسوم المختلفة التي تضيفها حكومة المملكة المتحدة إلى الفواتير لدعم الطاقة المتجددة والأسر الفقيرة»، مشيرة إلى أن «المملكة المتحدة قالت إنها أقل عرضة لخفض الغاز الروسي لأنه ليس لديها خطوط أنابيب مباشرة إلى البلاد، لكنها لا تستطيع الهروب من الزيادات في أسعار الجملة».
ولفتت إلى أنه «في المملكة المتحدة، كان من المقرر أن يرتفع ما يسمى بسقف السعر الذي يحكم الغالبية العظمى من فواتير الطاقة المنزلية بنحو 80% في أكتوبر، لكن رئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس، من المقرر أن تقدم تجميدا للأسعار من شأنه أن يحد من فاتورة منزلية نموذجية تبلغ حوالى 2500 جنيه إسترليني سنويا. من المتوقع أن تؤدي أسعار الجملة المرتفعة إلى ارتفاع فواتير الأسر في بعض الدول الأوروبية هذا الشتاء».
وقالت إنه «بالنسبة للغاز، تدفع الأسر في هولندا أعلى التكاليف تليها ألمانيا، ومن ثم المملكة المتحدة التي تمتلك ثالث أغلى أسعار للغاز المنزلي، على الرغم من تداول أسعار الجملة عند مستوى أقل من المعيار الأوروبي لمعظم هذا الصيف»، موضحة أن «ذلك يرجع أساسا إلى ارتفاع مستوى قدرة المملكة المتحدة على استيراد الغاز الطبيعي المسال والإنتاج المحلي من بحر الشمال».