أعرب المحامي والكاتب الإماراتي حبيب الملا، عن شكره لكل من عبروا عن دعمهم له في موقفه من قضية انتقاده للشذوذ، وهو ما دفع شركة «بيكر مكنزي» إلى فسخ شراكتها معه، مؤكدا أن آراءه الشخصية التي عبر عنها تمثل قناعاته النابعة من دينه ومبادئه.
وقال المحامي الملا: «دعمكم لي يمثل قيمة معنوية لا يستهان بها»، مؤكدا أنه يعتز بقناعاته ومبادئه، ولا يعتذر عنها، مضيفا: «نحن مجتمع متسامح ونتقبل المخالف ولكن لا نرضى بأن يُفرض علينا فكر وعقيدة تخالف ثوابتنا الإسلامية».
وتابع عبر حسابه في «تويتر»: «خبر انفصال بيكر صحيح وسنعمل كمكتب مستقل وسنستمر في خدمة عملائنا كما عهدونا دائما»، مستطردا بقوله: «ألتزم الصمت ولن أعلق على ما حدث احتراما للعلاقة التي كانت بيننا. سنبدأ في الأسبوع القادم محادثات الانفصال والتخارج وبناء على ذلك يكون لكل حادث حديث»، موضحا على أن هذه الخطوة التي اتخذتها الشركة لا تمثل له خسارة، مشددا على أن «الخسارة خسارة الدين والمبادئ».
وكانت شركة «بيكر مكنزي» قد أعلنت في بيان لها عبر موقعها الإلكتروني، أمس (الجمعة)، أنها قررت إنهاء علاقة الشراكة مع المحامي حبيب الملا، وتجري إجراءات فسخ العلاقة بين الطرفين، مفيدة بأن أي تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الدكتور حبيب الملا هي وجهات نظره الخاصة، في تلميح إلى أن هذه الخطوة جاءت في أعقاب التغريدات التي دونها الدكتور الملا عبر حسابه في «تويتر» منتقدا فيها الشذوذ.
وجاءت تغريدات المحامي حبيب الملا في 6 سبتمبر، إذ قال إن «الإشكالية في فكر وحركة الشذوذ الجنسي في الغرب ليس فقط في بشاعة الفعل بل في استلزام الإلحاد بطبيعته. فقد يمارس شخص الشذوذ في السر وعلى استحياء لأنه مدرك لخطئه وأنه بفعله المنكر يعصي الخالق فيما يفعل»، مضيفا أن «من يؤمن بصحة ما يفعل ويدعو لفكر الشذوذ فيستلزم هذا منه ابتداء نكران الخالق. وإلا فكيف تؤمن بالخالق الذي حرم الشذوذ وتؤمن في ذات الوقت بصحة وسلامة فكر الشذوذ. لذلك فمعظم أنصار ومنتسبي حركة الشذوذ في الغرب ملحدون. فحركة الشواذ قرينة الإلحاد».
واستطرد أن التناقض واضح بين فكرة الشواذ وبين فكرة الإسلام في أن الجسد ملك لله سبحانه وتعالى ولا يملك الإنسان إلا التصرف فيه وجه تعليماته سبحانه، مختتما بقوله: «شتان بين من يعصي الله مقرا بذنبه متسترا في معصيته راجيا عفوه، وبين من يجاهر بالمعصية ويروج لها ويدعو إلى تقبلها».
وإزاء إعلان شركة «بيكر مكنزي» فسخ شراكتها مع المحامي الدكتور حبيب الملا، ضجت وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي، بحملة تضامنية خليجية وعربية واسعة، إذ عبر ناشطون عن تضامنهم ودعمهم وتأييدهم للمحامي حبيب الملا، إذ غرد الكاتب والمحلل السياسي والاقتصادي السعودي جهاد العبيد بقوله: شركة المحاماة الأمريكية «بيكر ماكنزي» تفسخ شراكتها مع مكتب المحامي الإماراتي حبيب الملا بسبب تغريداته الرافضة للشذوذ الجنسي. الدكتور حبيب قال وجهة نظرنا جميعاً، ولا جدال ولا مساومة في تمسكنا بالفطرة السليمة، ورفض محاولة شرعنة هذا العمل الدنيء.
وقال الإعلامي ورئيس التحرير السابق لعدة صحف سعودية عبدالوهاب الفايز: «كل التقدير لرجال الأعمال الذين يدافعون عن الثوابت الدينية والوطنية»، وغرد منذر آل الشيخ مبارك قائلا: «موقف مشرف أسأل الله أن يجعله في موازين حسناته، خسر مالا وعقدا وكسب بإذن الله رضا الله واحترام البشرية والفطرة السوية له.. حبيب الملا يمثلنا ويمثل كل صاحب فطرة سوية»، مضيفا: «نفخر في حبيب الملا كمسلمين وكعرب وكخليجيين بصفة خاصة. موقف مشرف لرجل قدم دينه وعقيدته ومبادئ الإنسانية والفطرة السوية وأثبت للعالم أن حرية الرأي غير مكفولة للجميع، يستحق منا الوقوف لجانبه ويبشر بالخير فما كان لله لن يضيع»، وتابع: «فسخ مكتب ماكنزي الشراكة مع مكتب حبيب الملا بسبب إبداء رأي وتمسك بقيم الإسلام والأخلاق هو وسام شرف على صدره وعز، وكشف لحقيقة زيف شعارات تلك المكاتب، ربح البيع.. بك نفخر يا من قدمت دينك وأخلاقك على مكسب دنيوي».
وقال المغرد ناصر آل الشيخ: «بارك الله فيك دكتور حبيب الملا، اسمك وسجلك وسمعتك هي من صنعت صيتا لبيكر مكينزي في الإمارات وليس العكس. أشكرك من صميم قلبي لتذكيري والآخرين أن ديننا ليس للمساومة، وأنه في يوم الحساب لن ينفعنا فرد أو مؤسسة، يومها لا نافع لنا بإذن الله إلا صالح أعمالنا».
أما المحامي الإماراتي عيسى بن حيدر فقد غرد بقوله: «أعلن مقاطعتي للمكتب الأجنبي الذي قرر فض الشراكة مع الدكتور حبيب الملا وعدم تمثيل موكليهم في محاكم الدولة أو التعاون معهم»، أما مدير إدارة الإفتاء في دبي عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي الدكتور أحمد الحداد فقد قال: «الدكتور حبيب الملا يمثل المحامي المسلم الحر الذي يحمي الفضائل ويقف في وجه الرذائل، ينصر الحق ويدحض الباطل، ولا أدل على ذلك من هذا الموقف المشرف الذي يمثل البلاد والعباد، فينبغي لجمعية المحامين أن تقف معه موقف الناصر المؤيد حماية للعدالة ونصرة للقضايا الشريفة بارك الله فيك يا حبيب».
ودون الكاتب الإماراتي حسن بن ثالث قائلا: «خبر انفصال Baker McKenzie من الشراكة مع مكتب المحامي حبيب الملا دليل واقعي وواضح على الضغوط التي تمارسها مليشيات الشذوذ على كل القطاعات. التدخل في سياسات الدول والضغط على الأفراد ومحاولة فرض أمر واقع، سياسة خبيثة منافية للفطرة السليمة.. الله يبارك في أهلك ومالك يا حبيب».
وأعرب المغرد سلطان الوشاحي عن تأييده بقوله: «انفصال أحد أشهر مكاتب المحاماة العالمية عن الشراكة مع المحامي حبيب الملا بسبب رأيه الشخصي في مجتمع الشواذ! هل مازال أحد يصدق أن الغرب يحترم حرية التعبير؟! كل الدعم والاحترام والتقدير للدكتور حبيب الملا، والله يوفقك يارب».
أما المحامية ريما الجرش فقد غردت قائلة: «الدكتور حبيب قامة قانونية مشرفة ومواقفه واضحة ولن يقبل بالمزايدة على حساب مبادئه ودينه. ولن يضره انفصال هذه الشركة عنه فهو محامٍ قديم وله مكتبه الخاص ولن تتوقف مسيرته بسبب هذا الانفصال وكلنا داعمون له بالقول والفعل، وموقفه شرف لجميع المحامين الإماراتيين».
فيما عبر مدير التحرير للشؤون الرياضية بصحيفة البيان الإماراتية عضو جمعية الصحفيين بدولة الامارات أحمد الحوري بقوله: «أدعو الدكتور حبيب الملا إلى الثقة بالله بأنه إذا كان موقفه خالصا لوجهه الكريم فسيعوضه خيرا كثيرا.. فهذا الموقف المشرف فخر له ولوطنه»، فيما غرد سعيد الكتبي قائلا: «الدكتور حبيب الملا يمثل كل إماراتي غيور على دينه ووطنه ومجتمعه ونحن كإماراتيين نفتخر به وقد قال كلمة حق في حق دينه ودفاعا عن وطنه وخوفا على مجتمعه ولن يضره فسخ عقد مع شركة تصادر الحريات ولا تحترم حرية الرأي وبإذن الله سيعوضه الله بما هو خير له».