مع مقدم شتاء بريطانيا، بدأت المخاوف تتزايد من هجمة شرسة محتملة قد يشنها فايروس الإنفلونزا، في وقت قد يتزامن مع هجمة شتائية لفايروس كورونا الجديد، الذي يسبب مرض كوفيد-19. وأشارت بيانات صحية أمس إلى ارتفاع وتيرة تنويم الأطفال المصابين بالإنفلونزا في مشافي بريطانيا. وذكرت وكالة الأمن الصحي البريطانية أن عدد الأطفال دون سن الخامسة المنومين بالإنفلونزا تضاعف خلال أسبوعين فحسب. وحضت الوكالة الآباء والأمهات على التعجيل بتطعيم أطفالهم ضد الإنفلونزا. وأشارت صحيفة «الأوبزيرفر» الأسبوعية أمس (الأحد)، إلى أن المخاوف تمددت لتشمل القلق من احتمال اندلاع هجمة مماثلة لفايروس الالتهاب التنفسي. وأكدت أن عدد المصابين بالإنفلونزا والالتهاب التنفسي المَخْلَوي آخذ في الزيادة. وتتفاقم المخاوف على وجه الخصوص من تفشي فايروس الالتاهاب التنفسي الذي يضر بشكل خاص بالمسنين والأطفال الصغار. وأكد استشاري مكافحة الأمراض المُعدية لدى وكالة الأمن الصحي الدكتور كونال واتسون أن عدداً من الصغار أدخلوا خلال الأيام الماضية وحدات العناية المكثفة، إثر إصابتهم بالإنفلونزا. وأضاف أن السلطات الصحية وفرت للمدارس الابتدائية لقاحاً للإنفلونزا في هيئة بخّاخ يتم رشه في الأنف. وطبقاً لبيانات وكالة الأمن الصحي؛ فإن نسبة تراوح بين 16% و17% فقط هم عدد الأطفال في عمر سنتين وثلاث سنوات الذين هيأ لهم ذووهم الحصول على جرعة اللقاح المضاد للإنفلونزا في إنجلترا، وهي نسبة أدنى كثيراً من نظيرتها التي سجلت خلال السنة الماضية. وتشير البيانات المستقاة من العينات العشوائية التي تؤخذ في المستشفيات وعيادات أطباء الأسرة إلى ارتفاع مؤكد في عدد الإصابات بفايروس الإنفلونزا في مقاطعة إنجلترا. وتضيف البيانات أن نسبة نتائج الفحص الموجبة ارتفعت من 1.6% خلال الأسبوع المنتهي في 18 سبتمبر الماضي إلى 5.2% خلال الأسبوع المنتهي في 23 أكتوبر 2022؛ بل ارتفعت إلى 12% وسط الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين خمس و14 سنة. وعلى رغم أنه يمكن القول إن عدد الإصابات الجديدة بالإنفلونزا في بريطانيا لا يزال دون المستويات المرتفعة التي يتوقع حدوثها كل شتاء؛ فإن معدل التنويم في المشافي بهذه الإصابات مرتفع أكثر مما حدث خلال مواسم الشتاء الأربعة الماضية. ويضاف إلى ذلك أن عدد الأطفال المنومين بالإصابة بفايروس الجهاز التنفسي RSV وما ينجم عنها من تنويم في المستشفيات آخذة هي الأخرى في الارتفاع. وفيما تسجل البيانات الصحية هبوطاً ملموساً في عدد الحالات الجديدة لكوفيد-19؛ يقول الخبراء الصحيون إنهم يخشون أن تكون الأسابيع والأشهر القادمة فترة عصيبة، مع احتمال ظهور سلالات متحورة جديدة من فايروس كورونا الجديد. وطبقاً لأحدث بيانات أصدرتها وكالة الأمن الصحي؛ فإن عدد الإصابات الجديدة بكوفيد-19 شهد ارتفاعاً في أسكتلندا وآيرلندا الشمالية، باستثناء مقاطعة ويلز، خلال الأسبوع المنتهي في 17 أكتوبر 2022. لكن الصورة غير واضحة المعالم بالنسبة لمقاطعة إنجلترا؛ إذ يعتقد بأن شخصاً من كل 30 شخصاً في إنجلترا أصيب بكورونا خلال الأسبوع الماضي. بيد أن اتجاهات تفشي الوباء العالمي تتباين من منطقة إلى أخرى في إنجلترا. ورأى عالم الفايروسات بجامعة واريك البروفسور لورنس يونغ إن هذا الخوف «الثلاثي» ليس مفاجئاً، لأن البريطانيين ظلوا يخضعون لتدابير وقائية مشددة خلال السنتين الماضيتين، بما في ذلك الإغلاق، والتباعد الجسدي. وهي فترة لم يتعرض خلالها جهاز المناعة لأي تحديات تجعله قادراً على صد أي هجمة فايروسية تستهدف الجسم؛ خصوصاً من قبل الفايروسات التنفسية.
ومن ناحية أخرى؛ تعكف بريطانيا على تسيير حملة التطعيم الشتوي للحصول على الجرعة التنشيطية الثانية (الإبرة الرابعة في سلسلة لقاحات كوفيد-19). ويتوقع أن تشمل الحملة 26 مليون نسمة في إنجلترا وحدها. ويثير القلق تفشي سلالات متحورة جديدة يعتقد بأن لها قدرة على تفادي فعالية اللقاحات. ويتمسك الخبراء بأنه يجب الإسراع للحصول على الجرعة التنشيطية الجديدة، لأنه على رغم فعالية لقاحات كوفيد-19، إلا أن التحصين الذي تتيحه للفرد ينحسر بمرور الوقت، ما يعني أن تعزيز ذلك التحصين ضروري من وقت لآخر، خصوصاً بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، أو يعانون مشكلات في نظام المناعة. وقالت السلطات الصحية إن أي شخص تجاوز 50 سنة من العمر يحق له الحصول على الجرعة التعزيزية الثانية. وإذا كان قد امتنع عن الحصول على الجرعة التنشيطية الأولى، فعليه أن يحصل عليها الآن، على أن يحصل على الجرعة التنشيطية الثانية بعد مرور ثلاثة أشهر فحسب من حصوله على التنشيطية الأولى. وعلى الأشخاص الذين أصيبوا بكوفيد-19 أخيراً أن ينتظروا 28 يوماً قبل التقدم للحصول على الجرعة التنشيطية الثانية. وبالنسبة إلى الأطفال الذين أصيبوا بكورونا، يجب أن ينتظروا ما لا يقل عن 12 أسبوعاً قبل الحصول على الجرعة التنشيطية الثانية؛ إلا إذا كانوا يواجهون خطر العدوى، أو يقيمون مع ولي أمر مصاب بكورونا. وفي هذه الحال يطلب منهم الانتظار 28 يوماً قبل الحصول على الجرعة التنشيطية.
****
كادر
****
الثنائية القطبية والشيزوفرينيا يلتقيان في «المورِّثات»
أكد عدد من الدراسات في الولايات المتحدة أن تحورات في المورثات التي تؤدي إلى الإصابة بمرضيْ الثنائية القطبية وانفصام الشخصية (شيزوفرينيا) تدل على وجود علاقة وطيدة بين الإصابة بهما. وكان يعتقد في السابق عدم وجود صلة بين المرضين. وقالت خبيرة مختصة إنه يمكن القول إن هذين المرضين يتشاركان التحور الجيني، كما أن أعراضهما تتقاطع. ويتسبب مرض الثنائية القطبية في تبدلات مزعدة في المزاج، فيما تتسبب الشيزوفرينيا في الهلوسة والتوهم، واختلال التفكير. وتوصلت دراسة حديثة إلى أن مورثة تدعى AKAP11 تحمل خطراً كبيراً لاحتمال إصابة الشخص بأحد ذَيْنك المرضين. ويعتقد الأطباء أن هذه الدراسات ستكون مفيدة جداً، من حيث أنها ستصبح أساساً لابتكار أدوية جديدة تعين هؤلاء المرضى. وقالت مريضة الثانية القطبية تشاستيتي موراي إن لديها تاريخاً وراثياً للمرض العقلي، يمتد إلى نحو خمسة أجيال سابقة من عائلتها. وأكد لها الأطباء أن المورثات تلعب دوراً كبيراً في الإصابة بالثنائية القطبية والشيزوفرينيا. لكنهم شددوا أيضاً على أن التاريخ الوراثي ليس سبباً وحيداً، إذ إن التجارب الحياتية والبيئة المحيطة بالإنسان قد تكونان سبباً آخر للإصابة. وذكرت مريضة لصحيفة «نيويورك تايمز» أنها أدركت أنها مصابة بالانفصام بعدما بدأت تعتقد بأنها رئيسة الولايات المتحدة! وأكدت أنها مستعدة لمشاركة الآخرين تفاصيل تجربتها المرضية، للمساعدة في تحطيم الصورة النمطية للمرض العقلي، التي تؤدي إلى نفور المجتمع من المصابين بهذه الأمراض. ويأمل الأطباء أن تتيح الدراسات الجديدة فرصة لتدخلهم قبل استفحال المرض العقلي، خصوصاً مع التطور المتواصل الذي تشهده محاولات ابتكار عقاقير جديدة، لكنهم يقرون أيضاً بأن الحاجة لا تزال ماسّة لإجراء دراسات أكثر توسعاً وتنوعاً، للتوصل إلى علاجات ناجعة لهذين المرضين.
مرصد «عكاظ» الصحي (الأرقام بالمليون)
• إصابات العالم: 635.38
• وفيات العالم: 6.59
• أمريكا: 99.34
• الهند: 44.65
• فرنسا: 36.79
• ألمانيا: 35.57
• البرازيل: 34.86
• بريطانيا: 23.90
• الأرجنتين: 9.72
(«عكاظ»/ ويرلدأوميتر/ جونز هوبكنز/ نيويورك تايمز-30/10/2022)
ومن ناحية أخرى؛ تعكف بريطانيا على تسيير حملة التطعيم الشتوي للحصول على الجرعة التنشيطية الثانية (الإبرة الرابعة في سلسلة لقاحات كوفيد-19). ويتوقع أن تشمل الحملة 26 مليون نسمة في إنجلترا وحدها. ويثير القلق تفشي سلالات متحورة جديدة يعتقد بأن لها قدرة على تفادي فعالية اللقاحات. ويتمسك الخبراء بأنه يجب الإسراع للحصول على الجرعة التنشيطية الجديدة، لأنه على رغم فعالية لقاحات كوفيد-19، إلا أن التحصين الذي تتيحه للفرد ينحسر بمرور الوقت، ما يعني أن تعزيز ذلك التحصين ضروري من وقت لآخر، خصوصاً بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، أو يعانون مشكلات في نظام المناعة. وقالت السلطات الصحية إن أي شخص تجاوز 50 سنة من العمر يحق له الحصول على الجرعة التعزيزية الثانية. وإذا كان قد امتنع عن الحصول على الجرعة التنشيطية الأولى، فعليه أن يحصل عليها الآن، على أن يحصل على الجرعة التنشيطية الثانية بعد مرور ثلاثة أشهر فحسب من حصوله على التنشيطية الأولى. وعلى الأشخاص الذين أصيبوا بكوفيد-19 أخيراً أن ينتظروا 28 يوماً قبل التقدم للحصول على الجرعة التنشيطية الثانية. وبالنسبة إلى الأطفال الذين أصيبوا بكورونا، يجب أن ينتظروا ما لا يقل عن 12 أسبوعاً قبل الحصول على الجرعة التنشيطية الثانية؛ إلا إذا كانوا يواجهون خطر العدوى، أو يقيمون مع ولي أمر مصاب بكورونا. وفي هذه الحال يطلب منهم الانتظار 28 يوماً قبل الحصول على الجرعة التنشيطية.
****
كادر
****
الثنائية القطبية والشيزوفرينيا يلتقيان في «المورِّثات»
أكد عدد من الدراسات في الولايات المتحدة أن تحورات في المورثات التي تؤدي إلى الإصابة بمرضيْ الثنائية القطبية وانفصام الشخصية (شيزوفرينيا) تدل على وجود علاقة وطيدة بين الإصابة بهما. وكان يعتقد في السابق عدم وجود صلة بين المرضين. وقالت خبيرة مختصة إنه يمكن القول إن هذين المرضين يتشاركان التحور الجيني، كما أن أعراضهما تتقاطع. ويتسبب مرض الثنائية القطبية في تبدلات مزعدة في المزاج، فيما تتسبب الشيزوفرينيا في الهلوسة والتوهم، واختلال التفكير. وتوصلت دراسة حديثة إلى أن مورثة تدعى AKAP11 تحمل خطراً كبيراً لاحتمال إصابة الشخص بأحد ذَيْنك المرضين. ويعتقد الأطباء أن هذه الدراسات ستكون مفيدة جداً، من حيث أنها ستصبح أساساً لابتكار أدوية جديدة تعين هؤلاء المرضى. وقالت مريضة الثانية القطبية تشاستيتي موراي إن لديها تاريخاً وراثياً للمرض العقلي، يمتد إلى نحو خمسة أجيال سابقة من عائلتها. وأكد لها الأطباء أن المورثات تلعب دوراً كبيراً في الإصابة بالثنائية القطبية والشيزوفرينيا. لكنهم شددوا أيضاً على أن التاريخ الوراثي ليس سبباً وحيداً، إذ إن التجارب الحياتية والبيئة المحيطة بالإنسان قد تكونان سبباً آخر للإصابة. وذكرت مريضة لصحيفة «نيويورك تايمز» أنها أدركت أنها مصابة بالانفصام بعدما بدأت تعتقد بأنها رئيسة الولايات المتحدة! وأكدت أنها مستعدة لمشاركة الآخرين تفاصيل تجربتها المرضية، للمساعدة في تحطيم الصورة النمطية للمرض العقلي، التي تؤدي إلى نفور المجتمع من المصابين بهذه الأمراض. ويأمل الأطباء أن تتيح الدراسات الجديدة فرصة لتدخلهم قبل استفحال المرض العقلي، خصوصاً مع التطور المتواصل الذي تشهده محاولات ابتكار عقاقير جديدة، لكنهم يقرون أيضاً بأن الحاجة لا تزال ماسّة لإجراء دراسات أكثر توسعاً وتنوعاً، للتوصل إلى علاجات ناجعة لهذين المرضين.
مرصد «عكاظ» الصحي (الأرقام بالمليون)
• إصابات العالم: 635.38
• وفيات العالم: 6.59
• أمريكا: 99.34
• الهند: 44.65
• فرنسا: 36.79
• ألمانيا: 35.57
• البرازيل: 34.86
• بريطانيا: 23.90
• الأرجنتين: 9.72
(«عكاظ»/ ويرلدأوميتر/ جونز هوبكنز/ نيويورك تايمز-30/10/2022)