حالة من الغضب سادت الشارع المصري خلال الأيام الماضية، بعد هجوم البعض على الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، كما ضجت مواقع التواصل ووسائل الإعلام المصرية منذ أيام بهذا الهجوم، وتبنى علماء دين بينهم وكيل الأزهر السابق الدكتور عباس شومان، وعدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة للدفاع عن الشعراوي، انتقدوا فيها الاتهامات الموجهة له، في المقابل قررت أسرة الداعية الشعراوي تكليف المحامي المشهور سمير صبري برفع دعوى قضائية ضد كل من أساء للشيخ الراحل.
ودخل الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، وأحد علماء الأزهر الشريف هذا المعترك قائلاً عبر صفحته على «الفيس بوك» إن الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي رمز العلم والوطنية والعطاء المصري لكل العالم العربي والإسلامي، لكن البعض لهم ثأر مع الإمام الشعراوي لسبب مجهول.
وكانت البداية بتداول البعض خبراً عن عمل مسرحي عن الشيخ الشعراوى، وهو الأمر الذي نفاه مدير المسرح القومي في مصر إيهاب فهمي، موضحاً أن الأمر لم يتخطَ طرح فكرة عرض أمسية عن الشعراوي لليلة واحدة ضمن إمساكية شهر رمضان، ضمن خطة البيت الفني للمسرح، بهدف التعريف بتاريخ الرموز المصرية، وتأثيرها في مسيرة التنوير في مصر عبر التاريخ.
ومنذ الإعلان عن أمسية الشيخ الشعراوي، هاجمت بعض الشخصيات العامة الشيخ الراحل، إذ تقدمت النائبة فريدة الشوباشي بطلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء ووزيرة الثقافة، متسائلة: كيف يقوم المسرح القومي التابع لوزارة الثقافة بإنتاج مسرحية عن الشيخ الشعراوي الذي سجد على هزيمة 67؟ وقال بثقة إنه فرح لهزيمة مصر، مؤكدة في طلبها أن الراحل الشعراوي حرم الفن وأموال الفن، وعدم وضع النقود في البنوك لأن فوائد البنوك حرام.
وقالت وزيرة الثقافة في مصر الدكتورة نيفين الكيلاني، إن شخصية الشيخ الشعراوي عليها تحفظات كثيرة، ولا بد أن يكون هناك اختيار للشخصيات التنويرية المؤثرة في المجتمع لتقديم سيرتها على المسرح القومي.
وشارك الناقد الفني طارق الشناوي في الهجوم على الشعراوي قائلاً: "شهر رمضان شهر روحانيات ولكن روحانيات الشيخ الشعراوي متخلفة ورجعية مش عصرية ومتزمتة، وكان الأفضل تقديم سيرة الدكتور مجدي يعقوب أو الدكتور أحمد زويل، يعني نبدأ بحاجة تشرح القلب.
وأمام كل ذلك تقدم البرلماني كريم طلعت السادات، بطلب إحاطة إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس المجلس، موجه للدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، بشأن التطاول الممنهج على الشيخ الشعراوي رحمه الله، باعتباره رمزاً وطنيّاً وقيمة وقامة دينية يعتز بها المسلمون والعرب وهو أمر غير مقبول.
وقال في طلبه: «الهجوم غير المبرر على إمام الدعاة أغضب المصريين، وذلك باعتبار الشيخ الشعراوي أحد رموز الدولة المصرية والوطن العربي، فالعالم شهد له بعلمه وبراعته ولن نقبل بالتطاول عليه، لذلك نحتاج إلى وضع حد لهذا الأمر عن طريق تجريم الإساءة للشخصيات العامة حتى لا نرى مثل هذه الوقائع ضد رموزنا وعلمائنا»
وأضاف النائب: الشيخ الشعراوي قيمة وقامة وطنية كبيرة حازت على حب وإعجاب ملايين من المواطنين في الوطن العربي، والتطاول عليه إهانة لن يسمح بها باعتباره رمزاً وطنيّاً ودينيّاً نكن له كل الاحترام والتقدير، فالدول تحافظ على رموزها الوطنية والدينية والعلمية والرياضية، والدول التي ليس لها رموز تحاول أن تصنع لها رموزاً.