«كفراغ في تخوم الأرض مخنوق السنا، يصمت الإحساس فيه وتموت الأزمنة».. وكأن الشاعر السعودي محمد الثبيتي استقرأ الفجيعة في عيون صبيتي سورية وفي الظلمة والارتعاب من حياة تمضي إلى نهايتها تحت الصخرة العاتية وقد أحالت نهارهما إلى ليل كالح السواد.
في المقطع المرئي الموجع الذي تداولته عشرات الألوف من العيون الدامعة «طلعني بعملك اللي بدك.. أنا بردانة». لسع البرد والشظايا، تلك الصغيرة فبات «وجهها الصخري يبدو في الزوايا كالح.. شوهتها الأدخنة» وفي المشهد المبكي تحمي الصغيرة رفيقتها الصغيرة بذراعها وبأمل مغيث قد يأتي أو لا يأتي، إنها فسحة الأمل ونقاء الوفاء والتضحية حتى آخر نفس.
لعل استفهاما يطل بين الصخرة الثقيلة ولهفة الصغيرتين: أين يا ترى غاصت أمهما، هل نجت من فجيعة يوم الزلزال أم أن روح «ست الحبايب» فاضت قبل أن تكتحل عيناها بفلذتيها يصارعن الموت من أجل الحياة.