توصل فريق دولي من علماء الفايروسات وعلماء الجينوم وعلماء الأحياء التطورية أخيراً إلى بيانات مهمة للمساعدة في أصل فايروس كورونا، وفقا لبحث جديد أجرته «جامعة إيموري» البحثية الخاصة في مدينة أطلنطا بولاية جورجيا الأمريكية.
فقد أظهر تحليل جديد للتسلسلات الجينية التي جمعها الفريق من سوق ووهان وهو المتهم الرئيسي بتسريب الوباء، أن كلاب الراكون التي تم بيعها بشكل غير قانوني في المكان ربما كانت تحمل الفايروس.
أما في التفاصيل، وحسب «العربية.نت» فقد تم سحب التسلسلات الجينية من المسحات المأخوذة من أكشاك السوق المتهم وبالقرب منه حول بداية الوباء وتبيّن أنها تمثل الأجزاء الأولى من البيانات الأولية التي تمكن الباحثون من خارج المؤسسات الأكاديمية الصينية والمتعاونين المباشرين معهم من الوصول إليها.
وفي أواخر الأسبوع الماضي، نشرت البيانات من قبل باحثين تابعين لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في البلاد، على قاعدة بيانات جينومية مفتوحة الوصول تسمى GISAID.
وبمحض الصدفة تقريبا، اكتشف العلماء في أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا التسلسلات وقاموا بتنزيلها، ثم بدأوا في تحليلها، ليتضح أنها كانت إيجابية لفايروس كورونا، وقد تم فحصها من قبل نفس المجموعة من الباحثين الصينيين الذين حمّلوا البيانات إلى GISAID.
ووجد الباحثون أيضاً أن البيانات كانت مليئة بالمواد الوراثية الحيوانية، وكان الكثير منها مطابقًا لـ«كلب الراكون». وهو ما جعل الباحثين يعتقدون أن النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن تشير إلى وجود راكون مصاب بفايروس كورونا في الأماكن التي تم أخذ المسحات فيها.
وعلى عكس العديد من نقاط المناقشة الأخرى التي تم تداولها في الجدل حول الأصول، فإن التحليل الجديد يؤكد أن البيانات الجينية ملموسة وواضحة.
بدورها، شرحت عالمة الفايروسات في جامعة إيموري أنجيلا راسموسن، أن التحليل الأخير يعزز حقا قضية الأصل الطبيعي للوباء.
وأضافت، أن هذا مؤشر قوي حقا على إصابة الحيوانات في السوق بالعدوى، مضيفة: «لا يوجد أي تفسير آخر منطقي».
إلى ذلك، قد يعتبر التحليل الجديد الأهم في أنه قدم بعضاً من أوضح الأدلة وأكثرها إقناعاً على الأصل الطبيعي للفايروس الذي قتل 7 ملايين إنسان في 3 سنوات.
يشار إلى أن العلماء ورغم دوامة التعتيم على البيانات من قبل السلطات الصينية واتهامات الولايات المتحدة، والتكهنات المتفشية من جميع أنحاء العالم، لطالما تمسكوا بفكرة أن التفشي له جذور طبيعية بحتة.
إلا أن هذه الفرضية افتقرت إلى دليل رئيسي، وهو الدليل الجيني من سوق ووهان للمأكولات البحرية في الصين، والذي كان له أن يظهر إصابة الحيوانات بالمرض كائنات معروضة للبيع هناك.
وكان أصل الفايروس، أشعل توترا غير مسبوق بين الإدارة الأمريكية السابقة وبكين، بعد أن اتهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب السلطات الصينية بالتستر على المعلومات، لافتا إلى أن الفايروس تسرب على الأرجح من مختبر ووهان.
ومنذ سنوات، يحاول العالم ومعه منظمة الصحة العالمية البحث والتعمق من أجل التوصل إلى منشأ الجائحة، دون نتيجة حاسمة حتى الساعة، وسط مواصلة الصين التمسك بموقفها الرافض لتسرب الفايروس من مختر ووهان وسط البلاد في ديسمبر.