تنتمي «إيريس» إلى سلالة «أوميكرون» وهي الآن ثاني أكثر أنواع «كوفيد» انتشاراً في المملكة المتحدة.
ظهرت في المملكة المتحدة متحورة جديدة من فايروس «كوفيد»، أطلق عليه اسم «إيريس» Eris، وتسبب بارتفاع حالات دخول الأفراد إلى المستشفيات، وسط سوء الأحوال الجوية وتراجع المناعة المكتسبة ضد فايروس كورونا لدى الناس هذا الصيف.
وقد تم لأول مرة في بريطانيا تصنيف «إيريس» أو «أي جي 5.1» EG.5.1 من سلالة «أوميكرون» Omicron، على أنها متحورة للفايروس، وذلك في 31 يوليو الفائت، لكنها باتت الآن تتسبب بحالة من كل 10 حالات إصابة بعدوى «كوفيد».
ووفقاً لـ«وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة» UK Health Security Agency (UKHSA)، فقد أصبحت «إيريس» ثاني أكثر المتحورات انتشاراً في المملكة المتحدة بعد «أركتوروس» Arcturus، التي تُعد مسؤولة عن التسبب بنحو نصف جميع حالات الإصابة بالفيروس، بنسبة 39.4 في المئة.
والزيادة في حالات الإصابة بعدوى «كوفيد»، جاءت في الوقت الذي قفزت فيه الأرقام المقدرة بنحو 200 ألف، الشهر الماضي، وذلك من 606,656 حالة متوقعة في الرابع من يوليو إلى 785,980 في 27 من الشهر نفسه،
بحسب مشروع بحثي يقدر أرقام الإصابات في بريطانيا - يُسمى «دراسة زوي هيلث» Zoe Health Study (تتولاه شركة «زوي ليمتد» البريطانية).
واستناداً إلى «وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة» فقد صنفت في الفترة الأخيرة حتى الأسبوع المنتهي بالـ30 من يوليو، 5.4 في المئة من 4,396 عينة تنفسية جرى الإبلاغ عنها من خلال «نظام داتا مارت للجهاز التنفسي «Respiratory DataMart System (نظام رصد مختبري للإنفلونزا وفايروسات الجهاز التنفسي الأخرى في إنجلترا) على أنها تحتوي فايروس»كوفيد - 19»،
وذلك بالمقارنة مع 3.7 في المئة من 4,403 حالات في التقرير السابق.
متى رصدت متحورة «إيريس» لأول مرة؟
توضح «وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة» أن «إيريس» حظيت أولاً بالاهتمام في عمليات مراقبة الفايروس في الثالث من يوليو 2023، بعد تزايد التقارير عنها على المستوى الدولي، لا سيما في دول آسيا.
وجرى في الأسبوع الذي بدأ في الـ10 من الشهر نفسه، تصنيف 11.8 في المئة من التسلسلات في المملكة المتحدة على أنها متحورة «إيريس» (وفق البيانات المسجلة اعتباراً من السابع والعشرين من يوليو 2023).
وتشير أحدث البيانات إلى أنها تمثل الآن 14.6 في المئة من حالات الإصابة بالعدوى.
وقد أضافت «منظمة الصحة العالمية» متحورة «أي جي 5.1» من الفايروس، إلى قائمة المتحورات الخاضعة للمراقبة.
ما أعراض متحورة «إيريس»؟
بما أن «إيريس» هي من سلالة من «أوميكرون»، فإن أعراضها الخمسة الأكثر شيوعاً هي نفسها أعراض متحورة «أوميكرون»، كما توضح «دراسة زوي هيلث». وهي:
• سيلان الأنف
• الصداع
• التعب (الخفيف أو الشديد)
• العطس
• التهاب الحلق
ما رأي الخبراء؟
البروفيسورة كريستينا باغل وهي عضو مستقل في «الفريق الاستشاري العلمي للطوارئ» في بريطانيا Scientific Advisory Group for Emergencies (SAGE،
قالت لـ«اندبندنت» إنها تعتقد أن المملكة المتحدة «دخلت بالتأكيد في موجة أخرى» من العدوى، تقودها متحورات فرعية من فايروس «كوفيد» وهي «أوميكرون» و«أركتوروس» و«إيريس»،
و عوامل مثل انخفاض المناعة بين الناس وسوء الأحوال الجوية.
ولفتت إلى أن «الطقس الرطب الذي سُجل خلال الأسابيع القليلة الأخيرة ليس عاملاً مساعداً، لأنه يبقي الناس في الداخل».
مع ذلك، يبقى احتمال أن يتباطأ انتشار المتحورة خلال عطلة الصيف قائماً مع إغلاق المدارس وسفر البريطانيين إلى الخارج.
ورجحت البروفيسورة باغل أن تكون «إيريس» هي "المتحورة المهيمنة بحلول شهر سبتمبر، عندما يعود التلاميذ إلى المدارس، والبالغون إلى أعمالهم أو إلى الجامعات،
إضافة إلى أننا سنبدأ في تمضية مزيد من الوقت في الداخل (وراء الأبواب المغلقة)".
وأشارت الخبيرة العليمة بعدوى «كوفيد»، إلى أن «معظم الأشخاص مضى الآن 18 شهراً على تلقي آخر (جرعة) لقاح»، وإلى أن غالبية الأفراد أيضاً "مضت عدة أشهر على آخر إصابة سابقة بالعدوى. وبالتالي،
فإن هناك احتمالاً بأن «تتسارع» الموجة في سبتمبر المقبل".
لكن رئيس الرعاية الأولية والصحة العامة في «جامعة إمبريال كوليدج لندن» البروفيسور عظيم مجيد، قلل من المخاوف المحيطة بمتحورة «إيريس».
وقال مجيد لـ«اندبندنت»: «لا أعتقد أن على الناس القلق من غير داع جراء الارتفاع الأخير في حالات الإصابة بفايروس «كوفيد - 19». فإحصاءات الإصابات ستتباين، وستكون هناك فترات تشهد زيادة في أعداد الحالات في المملكة المتحدة".
وأوضح أن «أي جي 5.1» هي نسخة عن «أوميكرون» التي ظهرت في المملكة المتحدة أواخر عام 2021، وقد صنفتها منظمة الصحة العالمية على أنها «متحورة تحت المراقبة»
Variant Under Monitoring (VUM)، وليست متحورة مثيرة للقلق‘ Variant of Concern (VOC).
وختم البروفيسور مجيد بالقول: «هذا يعني أننا بحاجة لمواصلة مراقبة «أي جي 5.1» لمعرفة مدى تأثيرها على النتائج، كعدد الإصابات، وأرقام دخول الأفراد إلى المستشفيات، والوفيات».