لم يكن يدري «سائق التاكسي» الوالد لثلاثة شباب أكبرهم بالمرحلة الجامعية، أن تكون نهايته المأساوية على يد ثلاثة من الشباب، الذين خططوا لقتله بهدف سرقة مركبته وبيعها، وقيامهم بـ«دفنه» بكامل ملابسة بأحد الحفر بمقبرة الإمام الشافعي في مصر بالقاهرة، وبعد جريمتهم البشعة ظنوا أنهم بعيدون عن الرقابة الأمنية التي كانت لهم بالمرصاد.
رجال الأمن بالقاهرة استطاعوا فك طلاسم الجريمة، والوصول إلى حل اللغز والتعرف على مرتكب الجريمة، وتبين من التحريات أن وراء تلك الجريمة ثلاثة شباب يعملون جميعهم بورشة لتصليح السيارات، وأنهم اتفقوا في ما بينهم لخروجهم من ضائقة مالية، حيث اقترح أحدهم فكرة سرقة سائق تاكسي، وأعدوا خطة لذلك وعزموا على تنفيذها، شرط أن يكون صاحب المركبة «كبيرا في السن» حتى لا يقاومهم ويستطيعون شل حركته، وتم استدراج أحد سائقي التاكسي، وأوهموه بأنهم تأخروا على حفل زفاف أحد أقاربهم بمنطقة الخليفة «بوسط القاهرة»، وكان اختيار المنطقة لكونها قريبة من مدافن الإمام الشافعي، وما إن اقتربوا من المكان «المقابر» إلا وانهالوا عليه بالضرب حتى فارق الحياة دون رحمة أو شفقة، بعد أن نفذوا جريمتهم بحذافيرها، ولم يكتفوا بذلك بل حفروا له في المقابر ودفنوه بملابسه وفروا هاربين، ليستولوا بعدها على تاكسي الأجرة الخاص به.
وعاد المتهمون من المقابر فرحين بالسيارة المسروقة ليبيعوها للتربح منها، ولكن اليقظة الأمنية بقسم شرطة الخليفة في القاهرة لم تغفل عنهم، بل كانت هناك دورية من القسم تتابع الحالة الأمنية للمكان، واستوقفوهم ووجدوا بحوزتهم هاتفا محمولا بدون شريحة ورخصة قيادة للسائق المجني عليه، وزعموا أنهم خرجوا لتجربة السيارة بعد إصلاحها، لكونهم يعملون بورشة إصلاح سيارات، ولكن ذكاء قوات الأمن حاضر دائما، حيث استكملوا تحرياتهم وتبين أن السيارة مسروقة، وبعد الضغط عليهم اعترفوا بجريمتهم النكراء، وتبين أن لهم معلومات جنائية، واعترفوا بسرقة سيارة تاكسي لبيعها، وأرشدوا عن مكان دفن المجنى عليه، حيث تم استخراج جثته من جديد وإيداعها بالمشرحة، تحت تصرف النيابة العامة المصرية التي تولت التحقيق في الجريمة.