شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا زيادة كبيرة في معدلات الإصابة بسرطان الثدي لدى الإناث على مدار العقود الثلاثة الماضية حيث يعد هذا النوع أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء في المنطقة؛ إذ يمثل ما يقرب من 38% من جميع حالات الإصابة الجديدة بمرض السرطان كما بلغت حالات الإصابة الجديدة بسرطان الثدي في منطقة الشرق الأوسط أكثر من 86 ألف حالة في عام 2020، في حين تجاوز عدد الوفيات نتيجة لهذا المرض 33 ألف حالة وفاة. علماً أنه أكثر أنواع السرطان شيوعاً على مستوى العالم حيث يُصاب مليونا شخص بهذا المرض في مختلف أنحاء العالم كل عام. الأمر نفسه في المملكة العربية السعودية، حيث سرطان الثدي يتصدر جميع أنواع السرطانات بين الإناث بنسبة 31.4% نقلاً عن سجل الأورام السعودي لعام 2020 مع ملاحظة المتوسط العمري للتشخيص اقل مما هو متعارف عليه في الدول الغربية وقد اطلقت وزارة الصحة في عام 2012 مشروع الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي (BCED) https://www.moh.gov.sa/en/Ministry/Projects/breast-cancer/Pages/default.aspx على الصعيد الوطني و تعزيز الوقاية الأولية من خلال التوعية عن عوامل الخطر القابلة للتعديل المرتبطة بسرطان الثدي، والوقاية الثانوية من خلال التصوير الشعاعي للثدي للنساء في متوسط العمر مع توفير المرافق المخصصة، بما في ذلك الوحدات المتنقلة في جميع أنحاء المملكة والمجهزة بأجهزة تصوير الثدي بالأشعة السينية، ويمكن الوصول إليها مجاناً للمواطنين. كما تم تخصيص شهر أكتوبر على المستوى الوطني كشهر التوعية بسرطان الثدي مما يحاكي التقويم الدولي للسرطان. إضافة لتوفر مبادرات حكومية وخاصة أخرى غير ربحية للكشف المبكر عن سرطان الثدي.
من الملاحظ في دراسية بحثية محلية أن هناك تناقصاً في اعداد الحالات المشخصة في مرحل متأخرة من المرض مقارنة بزيادة في الحالات المشخصة في مراحل مبكرة. ويبدأ ظهور هذا الترحيل في مراحل المرض بين عامي 2007 و 2008 والذي يعكس تطور وتوسع نشاط التوعية بسرطان الثدي والكشف المبكر. بشكل عام، من المحتمل أن تكون هذه الملاحظة عائدة لعوامل عديدة والتي تتضمن التوسع العام لموارد الرعاية الصحية بما في ذلك الفحص وزيادة الوعي الصحي وتحسين الوصول إلى الرعاية.
قد تبدو هذه الأعداد كبيرة، إلا أنها لا تكفي لوصف حجم المشكلة - لا سيما عندما نضع في الحُسبان الدور المهم الذي تقوم به المرأة في مجتمع منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، كون المرأة تتقلد أدوار مهمة في المجتمع كأم وزوجة، ابنة وأخت وكذلك سيدات عاملات وعائلات في أحيان أخرى لهن تأثير في محيطهن، فحدوث أي أزمة صحية للمرأة قد ينعكس سلباً على مجتمعاتهن أيضاً.
و من المهم جداً معرفة أنه بالرغم ان مصطلح سرطان الثدي واحد لكن يندرج تحته العديد من الأنواع ومراحل التشخيص المختلفة، ولا توجد طريقة واحدة بل عدة طرق لمواجهة التحديات التي تصاحب مراحل علاج هذا المرض. فتجربة كل شخص أو سيدة مختلفة عن الأخرى لكن الحاجة للدعم والتمكين لمواجهة هذه التحديات واحدة.
الرجال أيضاً عُرضة للإصابة بسرطان الثدي وقد تكون هذه المعلومة غير معروفة بشكل واسع، فقد يبلغ احتمال الإصابة أو الوفاة نتيجة لهذا المرض شخصاً واحداً من كل 833 شخصاً.اما العلاج للمصابين من الذكور فيتبع نفس المراحل العلاجية الموصى بها للسيدات.
ماهية سرطان الثدي
سرطان الثدي هو نوع من الأورام الخبيثة التي تنمو في نسيج الثدي. يتكون الثدي من عدة أنسجة، بما في ذلك الأنسجة الغدية التي تنتج الحليب والأنسجة الدهنية والأنسجة الضامة. قد تتحور الخلايا الطبيعية لخلايا غير طبيعية وتتكاثر بشكل مستمر يؤدي لتكون الكتل السرطانية. والخلايا الأكثر تحوراً في الثدي هي الخلايا المبطنة لقنوات الحليب و يطلق مسمى (سرطان ثدي قنوي) على السرطان الناشئ من قنوات الحليب.
مراحل الإصابة و أنواع أورام الثدي
يظل سرطان الثدي المنتشر -أكثر مراحل المرض تطوراً ولكن أقلها تعداداً وخلال هذه المرحلة ينتشر السرطان خارج الثدي وينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم (مثل الأعضاء الداخلية والعظام)- وفي هذه المرحلة بالإمكان إحتواء المرض والسيطرة عليه بالعلاج لتفادي تفاقم الانتشار. أما بالنسبة لأنواع سرطانات الثدي فيُعد سرطان الثدي الإيجابي لمستقبِلات الهرمون الأكثر شيوعاً؛ إذ يُمثّل ما يقرب من 73% من جميع حالات الإصابة، ويليه سرطان الثدي الإيجابي للبروتين المستقبِل لعامل نمو البشرة البشري او ما يعرف بالمستقبل الحيوي، ثم سرطان الثدي الثلاثي السلبي، كونه يفتقر للمستقبلات الهرمونية و الحيوية.
بعض الخطوات والإجراءات التي يمكن اتخاذها لتقليل معدل الوفيات جرّاء سرطان الثدي:
تُعد المبادرة فوراً جوهرية من أجل تقليل معدل الوفيات جرّاء سرطان الثدي
• التوعية والفحص المبكر:
يجب تشجيع النساء على إجراء فحص دوري لسرطان الثدي، مثل الفحص الذاتي للثدي والفحص السريري السنوي.
الفحص بواسطة الماموجرام الذي يمكن أن يكتشف الأورام في مراحل مبكرة قبل أن تصبح خطيرة.
• تغيير نمط الحياة:
الحفاظ على وزن صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام يمكن أن يخفف من احتمالات الإصابة بسرطان الثدي.
تجنب التدخين والكحول، حيث يمكن أن يزيدان من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.
• الاستشارة الطبية:
ينبغي على النساء الذين يعانين من عوامل خطر مثل التاريخ العائلي للمرض أو العمر المتقدم التحدث مع متخصص حول الفحوصات اللازمة.
• الالتزام بالعلاج:
إذا تم تشخيص سرطان الثدي، يجب الالتزام بالخطة العلاجية التي يوصي بها الأطباء. ذلك يمكن أن يشمل الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي أو الهرموني.
• الدعم النفسي والاجتماعي:
يمكن أن يكون للدعم النفسي والاجتماعي دور مهم في مساعدة المرضى على التعامل مع تأثير سرطان الثدي على جسدهم ونفسياتهم.
• البحث والتطوير:
الاستثمار في البحث العلمي لفهم سرطان الثدي بشكل أفضل وتطوير علاجات جديدة يمكن أن يساعد في تحسين نسب البقاء على قيد الحياة وتقليل معدل الوفيات.
• الوعي العام:
يمكن للمشاركة في الحملات التوعية والتوجيهات الصحية أن تلعب دوراً في زيادة الوعي بسرطان الثدي وأهمية الوقاية منه.
كذلك من المهم ضمان توفر إمكانية وصول الناس إلى هذه المعلومات عبر وسائل متنوّعة تشمل وسائل الأعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى اختصاصيي الرعاية الصحية الذين من شأنهم مناقشة هذه الموضوعات بصدر رحب وإظهار التعاطف من أجل ترويج فكرة الكشف المُبكر للمرض بشكل بسيط وسهل الفهم.