سعيد الحسيكي
سعيد الحسيكي
-A +A
زين عنبر (جدة) zain_ambar@
خلصت نتائج دراسة تناولت تخفيف الحرارة في المجاورات السكنية بجدة، قدمها المحاضر في قسم عمارة البيئة بكلية العمارة والتخطيط بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة المهندس سعيد الحسيكي، إلى تخفيض درجات الحرارة المحسوسة بنسبة تصل من 5 إلى 10 درجات مئوية في أوقات مختلفة من اليوم، باستخدام حلول تصميمية مختلفة في مدينة عروس البحر الأحمر.

وأوضح المحاضر في قسم عمارة البيئة بجامعة المؤسس الحسيكي، أن المشروع يركز على معرفة الظواهر التي حدثت في مدينة جدة عبر الزمن، ومعرفة كيفية التقليل من آثارها وأضرارها الصحية والبيئية والاقتصادية على المجتمع تماشياً مع رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى رفع جودة الحياة في المدن السعودية.


وبين، أن طرق العمل في المشروع تمثلت في تطوير السرد التاريخي من خلال عدسة الحرارة الشديدة وتأثيراتها على الشكل الحضري وأنماط السلوك الحضري، إضافة إلى فهم تاريخ جدة في الاستجابة للحرارة الشديدة على مر الزمن، وفهم العوامل التي تزيد من حدة حرارة المدن، وتقييم تأثيراتها على المجتمع والبيئة، من أجل تصميم نموذج سكني مثالي يتناسب مع مناخ جدة ويُلبي احتياجات الإسكان المعاصرة.

وبيّن المهندس الحسيكي، أنه تم استنباط النموذج السكني المقترح من الدروس المستفادة وتحليل السوابق، التي تتناسب مع مناخ جدة من خلال عدة استراتيجيات تصميمية؛ بهدف إنتاج نموذج يمكن أن يخفف من تأثير التغير المناخي على المدينة والمناطق الحضرية الأخرى التي تواجه حرارة حضرية شديدة بسبب التغير المناخي. وقال: «تم تقييم النموذج السكني المقترح حرارياً من خلال برنامج المحاكاة ومقارنته بالوضع الراهن للأحياء السكنية في جدة وأيضاً مع حي البلد، وأثبتت النتائج نجاح المقترح التصميمي حرارياً بتخفيض درجات الحرارة المحسوسة بنسبة تصل من 5 إلى 10 درجات مئوية في أوقات مختلفة من اليوم، باستخدام حلول تصميمية مختلفة».

تقليل الإشعاعات المنعكسة

نوه المهندس الحسيكي، إلى أن أمثلة هذه الإستراتيجيات، تزيد نسبة الظل في الفراغات الخارجية سواء كانت عن طريق الأشجار أو ظل المباني أو المظلات الشراعية، ونسبة الغطاء النباتي للتقليل من الإشعاعات المنعكسة من بعض المواد التي تزيد من نسبة الحرارة الحضرية في المدينة، واختيار مواد ترصيف وتكسية لواجهات المباني ذات خصائص انعكاسية وغير مشعة لتحسين الراحة الحرارية في الفراغ، واختيار ألوان فاتحة لفرش الموقع وترصيفه لزيادة نسبة انعكاس أشعة الشمس، توجيه المباني وارتفاعات المباني، لافتاً إلى أن خلق فراغات بنسب وأحجام معينة ومدروسة يساهم بشكل كبير في توفير الظل وزيادة حركة الرياح، اللذين يساهمان بشكل مباشر في التقليل من الحرارة الحضرية، وقبل كل ذلك استخدام أفضل المعايير التخطيطية والتصميمية للمجاورات السكنية، التي تحفز بشكل كبير الساكن على المشي لقضاء احتياجاته اليومية دون استخدام السيارة، التي بدورها تزيد من نسبة الحرارة الحضرية في المدينة.

يذكر، أن هذه الدراسة خولت المهندس الحسيكي الحصول على جائزة الجمعية الأمريكية لمعماريي البيئة عن مشروعه تخفيف الحرارة في المجاورات السكنية بجدة.