لم تكن العبارة التي ما فتئنا نرددها في صغرنا، والتي تقول «العقل السليم في الجسم السليم» مجرد كلمات مصفوفة لا معنى لها، وإنما هي توصيف حقيقي لأهمية الرياضة لمجمل العملية التعليمية، خصوصا الطلبة والطالبات.ومع انتشار أمراض فرط الوزن بين الشباب وما يستتبعها أحيانا من أمراض كالسكري وهشاشة العظام بسبب طبيعة العصر التي تفرض على الإنسان المعاصر كثرة الاسترخاء وقلة الحركة، كان لزاما على المهتمين بصحة المواطن السعودي، السعي لتعميم الرياضة والتربية البدنية على جميع الطلبة، بشقيهم البنات والبنين. وبما أن الطلبة يستمتعون بهذا الحق الطبيعي، إضافة إلى بعض مدارس البنات الأهلية، جاء تصويت مجلس الشورى قبل أكثر من عامين بالأغلبية، مطالبا وزارة التعليم بدراسة إضافة برامج للياقة البدنية والصحية للبنات بما يتوافق مع طبيعتهن ووفقا للضوابط الشرعية، وذلك ليمنح الحق لطالبات مدارس البنات الحكومية في ممارسة ما حرمن منه مما هو طبيعي وفطري، بل وصحي ونفسي، في بيئة نسائية صرفة. وبمرور هذا الوقت دون أن يحدث أي تحرك جدي لإقرار التربية البدنية في مدارس البنات، تنهض أسئلة حادة عن مدى اقتناع جميع من يهمه الأمر بضرورة وحتمية استدراك ما فات، ومنح بناتنا الطالبات، الفرصة في امتلاك جسم سليم يليق بما يمتلكن من عقل سليم.