-A +A
نعيم تميم الحكيم (جدة) naeemtamimalhac@
3 مباريات خسرتها المنتخبات العربية المشاركة في مونديال روسيا بسيناريو واحد في أولى جولات دور المجموعات بمفارقة غريبة لم تحدث من قبل.

وتكبدت منتخبات مصر والمغرب وأخيرا تونس الخسارة الأولى في المونديال بعد أن تلقت أهدافا في الدقائق الأخيرة من المباراة، وبكرات ثابتة بعد أن فشلت بالخروج متعادلة في مبارياتها ضد الأوروغواي وإيران وإنجلترا.


وكان أول من سقط بالخسارة بهدف قاتل في الدقائق الأخيرة المنتخب المصري في المباراة التي جمعته مع نظيره الأوروغوياني، ضمن منافسات المجموعة الأولى، إذ تلقى مرماه هدف المباراة الوحيد، بتوقيع المدافع خوسي ماريا خيمينيز في الدقيقة 89، أي قبل دقيقة من انتهاء الوقت الأصلي من كرة ثابتة.

ولم يكن المنتخب المغربي بأفضل حال، ففي اللقاء مع المنتخب الإيراني، تلقى مرماه هدفا من «نيران صديقة» في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع 95، إذا سجل اللاعب البديل عزيز بوهدوز رأسية في مرمى فريقه بالخطأ، عندما كان يحاول تشتيت كرة ثابتة للمنتخب الإيراني.

آخر ضحايا الدقائق الأخيرة من المنتخبات العربية كان هو المنتخب التونسي، فبعد أداء بطولي من خط الدفاع أمام ضغط الهجوم الإنجليزي، وقع خطأ واحد كان كفيلا بتخييب آمال المنتخب، إذ سجل المهاجم الإنجليزي هاري كين هدف الفوز لفريقه، في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، 91، من كرة ركنية بعد استمرار التعادل بهدف لمثله لأكثر من 50 دقيقة.

المنتخب السعودي الذي سجل أسوأ بداية بين المنتخبات العربية بخسارته المباراة الافتتاحية أمام روسيا المضيفة بخماسية تلقى آخر هدفين في الوقت الإضافي، وهو ما ترك أثرا معنويا موجعا في نفوس لاعبيه، كما جعل إمكانية عودته للبطولة صعبة بسبب فارق الأهداف التي تلقاها.

ورسمت هذه الظاهرة علامات استفهام كبرى عن أسباب تكرارها بين المنتخبات العربية بشكل ملفت للنظر، خصوصا أن منتخبات مصر والمغرب وتونس قدمت عروضا جيدة، وكانت في بعض أوقات المباراة ندا لمنافسيها.

بيد أن هذه الانهيار المفاجئ الذي تشهده الدقائق الأخيرة وبالكيفية نفسها، يعطي انطباعا عن عدة مسببات؛ منها سوء التركيز الذهني في الدقائق الأخيرة، والاسترخاء وضعف اللياقة، مع وجود عيوب واضحة في معظم المنتخبات العربية بالكرات الثابتة والعرضية وطرق التعامل معها بالشكل الأمثل.

وهو ما أشار إليه لاعب المنتخب المصري المعتزل والمدرب الحالي حسام حسن، مبينا أن منتخبات مصر والمغرب وتونس وقعت في أزمة، وذلك بسبب الهزيمة في الدقيقة الأخيرة، مؤكدا أن عاملي التركيز واللياقة البدنية لهما دور كبير في هذه المباريات.

ويفسر استشاري الصحة النفسية الدكتور محمد أيمن العرقسوسي ما يحدث للاعبين في الدقائق الأخيرة من فقدان التركيز نتيجة عدم توزيع المجهود الذي يؤدي لتشتت اللاعب وقلة تركيزه في الدقائق الأخيرة من المباراة.

ويعلل المدرب الوطني بندر الأحمدي ما حدث للمنتخبات العربية في المونديال لضعف اللياقة الذهنية عند اللاعبين العرب في نهاية المباراة، وعدم القدرة على التركيز طوال 90 دقيقة.

وأوضح الأحمدي أن الانضباط التكتيكي طوال وقت المباراة يحتاج لتدريبات ذهنية، وهي في الغالب متقدمة في الدول الأوروبية وشبه مهملة في البلدان العربية.

ولم يهمل الأحمدي سببا آخر مهم وهو ضعف التكوين البدني للاعب العربي قياسا بلاعبي أوروبا وأمريكا الجنوبية.

ولا يغفل المدرب الوطني نقطة وجود بعض اللاعبين المحترفين في صفوف المنتخبات العربية المتعودة على الضغوط والتركيز الذهني طوال المباراة، لكن هذا الأمر وفق الأحمدي يحتاج منظومة اللاعبين كاملة وليس بعض اللاعبين.