زوايا متخصصة

تعليم «العربية» لغير الناطقين بها رسالة سامية

معاهد سعودية لنشر اللغة في الداخل والخارج

إعداد: محمد المشرعي (جدة) mmashraee2@

انطلاقاً من رسالة المملكة العربية السعودية السامية في العناية بالعلوم الإسلامية والعربية ونشرها في أرجاء المعمورة، أنشأت معاهد لتعليم اللغة العربية وآدابها لغير الناطقين بها، وقامت بتزويدهم بقدر كافٍ من الدراسات الإسلامية، وتأهيلهم للالتحاق بإحدى الكليات الجامعية السعودية، وإعداد معلمين متخصصين يقومون بتدريس العربية لغير الناطقين بها.

ونجد أن المملكة لعبت دوراً ريادياً في نشر اللغة العربية وتعليمها لغير الناطقين بها، منذ العام 1386هـ، حيث سطعت أنوار المعاهد ومراكز تعليم اللغة العربية في بعض الجامعات السعودية، بالإضافة إلى بذلها جهوداً كبيرة في مجال تعليم اللغة العربية ونشرها على المستوى العالمي، حيث لا يقتصر الدعم على المعاهد الداخلية بل يمتد إلى كثير من المؤسسات الخاصة في الخارج؛ مثل معهد العلوم العربية والإسلامية في جاكرتا، والمعهد العربي الإسلامي في طوكيو، ومعهد العلوم العربية والإسلامية في واشنطن.

وعمل القطاعان الخاص والخيري على تعزيز انتشار العربية ودعم معلميها ومتعلميها من خلال إقامة دورات تدريب للمعلمين، وإعداد سلاسل المواد التعليمية، وتصميم البرمجيات الإلكترونية، وبرامج تعليم اللغة العربية على الإنترنت، وتقديم الخدمات الاستشارية للجامعات والمعاهد المعنية بتعليم اللغة العربية حول العالم.

ويحظى تعلم اللغة العربية بصفة خاصة باهتمام عالمي، ليس فقط لدى المسلمين الأجانب حول العالم، الذين تمثل لهم اللغة العربية عمقاً دينياً ورابطاً ثقافياً لا غنى عنه، بل أضحت الحاجة إليها تتعاظم في جميع بلدان العالم لأسباب: (سياسية، واقتصادية، وأكاديمية، وثقافية، واجتماعية، وسياحية...)؛ ولذلك فإن من حق الراغبين في تعلم اللغة العربية أن يجدوا البرامج التعليمية التي تحقق أهدافهم، وتلبي احتياجاتهم، وتذلل الصعاب اللغوية التي قد تواجههم، وتنسجم مع طموحاتهم وتوقعاتهم لأفضل أساليب التعليم وأدواته، وذلك واجب المؤسسات العلمية المعنية بتعليم اللغة العربية ونشرها حول العالم. وتأتي تجربة الجامعة السعودية الإلكترونية في تعليم اللغة العربية إلكترونياً امتداداً لجهود المملكة في نشر اللغة العربية، وتحقيقاً لرؤية المملكة 2030، وخاصة ما يتعلق بأحد أركانها المهمة، وهو العمق العربي والإسلامي للمملكة، وذلك من خلال تطوير تعليم العربية وتعلمها، وتيسير الوصول إليها باستخدام أحدث تقنيات التعليم عن بعد وأكثرها جودة. وفي هذا المجال أطلقت الجامعة الإلكترونية برنامجين: الأول هو العربية على الإنترنت Arabic-online.net، والثاني هو اختبار العربية المعياري. Standardized Arabic Test.

علما بأن المملكة تقدم منحاً دراسية سنوية لأبناء المسلمين في جميع أنحاء العالم، ويتضمن برنامج المنح الدراسية؛ التعليم، السكن المجاني، العلاج المجاني في المركز الطبية أو المستشفيات الحكومية، وتوفير أساتذة متخصصين في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.

ويمكن للطلاب الحاصلين على تقدير ممتاز أثناء الدراسة أن يواصلوا تعليمهم في إحدى الكليات الجامعية لنيل درجة البكالوريوس.